الآباء يعلمون هذا الموقف جيدًا: في حين أن هناك ملابس يجب غسلها وتحضير الطعام وإجراء مكالمة مهمة طال انتظارها – يطلب طفلك بصوتٍ عالٍ: „العب معي!“
غالبًا ما يشعر الآباء بالتشتت بين واجباتهم اليومية والرغبة في اللعب مع أطفالهم. فالأطفال لا يعرفون الفصل بين الواجبات والمتع المعتادة في عالم الكبار. بالنسبة إليهم يمكن أن يكون كل شيء مثيرًا وجزءًا من لعبة – صنع لغز محير، الرقد في بركة صغيرة، الطبخ، فرش المائدة، التنظيف والعديد من الأنشطة المنزلية الأخرى. اللعب والتعلم هما وجهان لعملة واحدة للأطفال.
يعد اللعب من الاحتياجات الأساسية للأطفال وعاملًا مهماً في عملية تطوير الأطفال، مثل: النوم والأكل والشرب. ففي أثناء اللعب يطور الأطفال إمكانياتهم العقلية والروحية والجسدية، وهذا ينطبق على كل طفل. واللعب بوجه عام ظاهرة صحية وأفضل دعم للطفل. لأنه يبحث في أثناء لعبه عن أفكار يحتاج إليها من أجل تطويره. في أثناء اللعب يتعرف الأطفال على العالم ويطورون مهاراتهم الاجتماعية ويعرفون كيف تعمل الأشياء وما يحتاجون إليه وما يعنيه لهم.
في أثناء اللعب يتعرف الطفل على نفسه ويتعايش معها ويعزز ثقته وفخره بنفسه ويدرك حدوده. في أثناء اللعب يقوم الطفل بتطوير المهارات والقدرات والمعارف الأساسية في المجالات التنموية المختلفة بل وممارستها وتثبيتها.
بغض النظر عن عمر طفلك: خذ دائمًا وقتًا كافيًا للعب مع طفلك ومشاركته في أثناء اللعب. كل شخص مختلف عن الآخر وله طريقته الخاصة في الاستجابة لاحتياجات الألعاب الخاصة بطفله. بعض الآباء يحبون اللعب والبعض الآخر يحبونه بصورة أقل والكثير منهم ليس لديه سوى القليل من الوقت. لكن على أي حال: ليس عليهم أن يمتلكوا برامج أو فِكَر ألعاب جاهزة لأطفالهم باستمرار. فإن طفلك مليء بأفكاره الخاصة. شارك فقط في أفكار اللعب لطفلك. اترك الأمر له وكن فقط مشاركًا جيدًا معه أو كوني مشاركة جيدة. و: الأقل هو في كثير من الأحيان أكثر! طفلك يفضل بشدة أن تلعب معه فترةً وجيزة باهتمام غير منقسم على أن تلعب معه بغير حماس.
فأنت وطفلك تستفيدان من اللعبة المشتركة. في أثناء اللعب المشترك لديكما الفرصة لتجربة شيء ما معًا وتبادل الأفكار ومشاركة الإثارة والفرح.